الأحد، 7 ديسمبر 2014

النَّظرة الشيطانية !

حينمَا ترىٰ مايُعجِبك اذكر الله لاتتهَاون بتِلك النَّظرة الخاطِفة التي قد تُدمِّر حياة إنسان بكامِلها قد تُفقِده صحَّته أو بعضاً ممَّا وهبَه الله، اليوم وفِي كلِّ حين تمتلِئ المستشفيَات بمرضىٰ يُجهَلُ سبب دائِهم أورام، سرطانات أمراضٌ خبِيثة والعياذُ بالله والسبب نظرةُ إعجابٍ خاطِفة لم تكُ بالحسبان ولم يُلقىٰ لها أيُّ اهتمام لاتُهمِل نظراتك علىٰ أنها عابِرة فلا تعلم أيُّ نظرة يتربَّصُ بها الشيطان أخيك المسلم إنَّها النظرة الشيطانيَّة إن لم تقتلها بذكرِ الله فتكَت بمن تنظَّرتَه، اعتَد علىٰ ذكر الله في كل حِين خاصة حينما يعجبك شيئاً ما أو يخطِف نظرك مايُدهِشك وأوصِ بهٰذا أيضاً فالعَين باتت كالداءُ الخفِي الذي يتفشَّىٰ في مجتمعنا بازدِياد وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- غالِب أمتي يموتون من العين -  وكأنَّها رسالة تحذيرية لأمة محمد مفادها بأن العَين أمرٌ يجب الحذر منه ولايُستهَان به فكم من مكلومٍ جريح وبريءٍ طرِيح وطفلٍ سجين الفراش والأدوية والسبب عين !!
لايستَطِيعُ أيَّاً منا إنكار أن العين حق ولٰكن هٰذا لايُخلِي مسؤوليتنا في مراقبة نظراتنا وذكر الله وأن نكون حريصين علىٰ إخواننا كما نحرص علىٰ أنفسنا نتمنَّىٰ لهم الخير كما لأنفُسِنا لابأس من أن تغبِط ولٰكن لاتحسِد لا بأس من أن تتمنَّىٰ المثل ولٰكن لاتُقارن فالله أكرَمُ من أن يُنعِم علىٰ عبدٍ ما بأرزاقٍ مُتفاضِلة الله أعدَل من أن يهَبُ غيرك أكثر منك، مهما ظننت ذٰلك ومهما رأيت عنده صدِّقني ثمة شيءٍ ولربما أشياء فضلك عليه بها ولٰكنك لاتعلم ! 




By: @Poet_aljawaher




الأحد، 15 يونيو 2014

فصُول القَدر !

               

لاتكتفِي بإشراقةِ الشمسِ أمام ناظريكَ فقط ! دعهَا تُشرِق فِي قلبكَ أيضاً أيقِظه أخبِره بأنَّ آن العيشِ كدُمية قد انتهىٰ ! 
 لاتكُن قنوعاً حِينما يتعلَّقُ الأمر بِسعادتِك ابتسِم .. لاظاهِراً بل مِن داخلك فابتِسامةُ الظاهِر تزول سريعاً !
فِي الصباحِ أيضاً لاتودِّع الليلَ فقط ودِّع مايُشبهُ ظلمة الليل مِن أحداث ذِكريات والكلِماتُ أيضاً احتفِظ بما علَّمك إِياه فقط 
اعلَم بأنَّ خلف الوداع لِقاءٌ أيضاً فالتَقِ بصباحك صباحُك أنت ☀️ لاذاك الصباحُ الذي تصطَنِعه الحياة لك اصنعه بنسمَاتِ الأمل وابنهِ بالعمل، اجعَل مِن كلماتِ التفاؤل طيراً تُغرِّد، ومِن تمتمَاتِ الاشتِياق زهوراً تتورِّد 
عانِق صباحك بحُسنِ الظنِّ بالله وشُدَّ وِثاق الخطوبِ بالاستِغفار حتىٰ تختنِقَ ضيقاً فتُفرَج !
 وتذكَّر أن مُوادعةَ اللَّيل لاتعنِي الانفِصال عنه لا فثَمةُ أحلامٍ يجبُ أن نتمسَّك بِها أحلامٌ أكبَرُ مِن أن تمحُوها إِطلالةُ النهار، تمسَّك بِها فمُعظم الحقائِق أنبتهَا حُلم ! لاتُفلِتها ولاترهِنها رهينة اليأس كُن أقوىٰ من أن يعِيشَ قلبك تحت سطوةِ الأقدار يتغيَّر متىٰ ماتغيرَّتِ !

إن جاء شتاءُها فالتحِف الصَّبر وتدفأ بِمدفأةِ قول الله تعالىٰ " إنَّ مع العُسرِ يُسرا " وإن باغتكَ خرِيفُها فلا تُضيع وقتك تتحسَّر علىٰ مافقدتَه ! حافِظ علىٰ ماتبقَّىٰ معلِّقاً علىٰ شجرةِ الموجود وإن جاء صيفُها فاروِ عطشكَ مِن بئرِ الأمَل لاتقنَط واحتمِي من لهِيب المصائِب تحت غيمةِ الدُّعاء حتىٰ تُمطرُ فرجاً ، أمَّا إن جاء الربِيع فإياك أن تختالَ فرحاً انطُق شكراً وادعُو بأن يكون دائماً واحذرِ الخيلاء فإِنها تنتَزِعُ النعم ! 


بـقلمي : جواهِر الهمَّامِي



السبت، 26 أبريل 2014

الحلم المُنتَظر !

تَحتَ سقْفِ منزِلٍ محدُودِ السِّقاءْ ، مُتهالِك البِناءْ ، يعِيشُ ذآكَ الفلاَّح مَعْ زوجتِهِ ، علىٰ بسَاطِ القنَاعَة ، ووثِيرِ الصَّبر ، بانتِظارِ مولودِهما الأوَّلْ ، متلحِّفِينَ بِرِداءِ الأمَل مِن برودَةِ أقدارِ الحيَاة ، ففِي كلَّ يوم كانَ الرَّجل يستيقِظُ مَعْ بزوغِ الشَّمس مودِّعاً الأمـس ، ونصبُ عينآهُ ذَاكَ الطِّفلُ الذي سيملأُ حياتَهُ فِي الغَد ، ويسانِدهُ وقتَ الحاجةِ والجَد ،ويُدخِلهُ إلىٰ عالمِ الأبوَّة . يعُودُ إلىٰ بيتِه بعدَ ثمانِ ساعَاتٍ مِنْ الكدِّ والعمَل المُحتَد ، فتنظرُ إليهِ زوجَتُه وقدْ تقَاطَر جبينُه عرقاً ، فتُشِيرُ إلىٰ ذاك الطِّفل الَّذِي يسكُن أحشائَها ، وگأنَّمَا تقُولْ صابِر لأجلِه . فيبتسِمْ وسُرعانَ مايشعُرْ بانجِلاءِ تعبِه ، وانقِضَاءِ همِّه . تَسِيرُ عجلَة الزَّمَنْ وأيَامُهمَا مُتشابِهة ، لآشيءَ جدِيد ، فالزوجُ مابينَ كادحٍ وعاجِز ، والزَّوجَة تُراقِب حرگة جنينَها التِي تُحرِّك فِي داخِلهَا مشاعِر الأمومَة . حتّى جاءَ اليَومُ المُنتظَر فبينَما گانَ الفلاَّحُ منهمِكٌ فِي عملِه ، أحسَّتْ الزَّوجَة بُقربِ موعِد انبِثاقُ طِفلِهمَا منْ بينِ أحشآئِها ، وبطبِيعَةِ حياتِها البسِيطة ، والوِحدَة التِي تُخالِجها ، حيثُ لآأهلْ لآأقارِب ولآحتَّىٰ جَار ، گانَ علىٰ الزَّوجَةِ أنْ تُقاسِي الآمَ المَخَاضِ وحدَهَا . أحسَّتْ بأنَّ گيانُها يكَادُ أنْ يودِّعَ جسدهَا ، حتَّىٰ سمِعَت صرخَةَ طِفلِها الأولىٰ التِي أسگتَت آهاتَها ، وأصخَبَتْ الدارَ بصوتِ يدوِي لِيخِيط جراحهَا ، انتَشَلتْ الطِّفلّ لِتسكِنَه بيـنَ أحضانِها ، وتُرضِعه منْ حليبِها حتَّىٰ يهدَأ ، وفِي تِلك اللَّحظاتْ دخلَ الزَّوجُ إلىٰ دارِه مُبتهِلاً منْ هولِ ما يرآه ، جذلاَنٌ بِما رزقهُ اللهُ وهَبَاه ، أخذَ الطِّفل بيـنَ أحضانِه وهو يُتمتِمُم سأُسمِيهِ "عَُدي". غيرَ أنَّ هذه الفرحَة لم تكتمِل ، ففي اليوم التالِي كانَ صُراخُ الطِّفلِ يدوِي في أنحاءِ الدَّار ، صرخَاتهُ غريبَة ، وگأنَّمَا يؤلِمُه شيءٌ ما ، هُناك بقعُ على جسدِه ! هٰكذا استرسَلتِ الأمُّ في فِي حديثِهَا لِتحرِّك في زوجِها مشآعِراً تهِيمُ بهِ فِي أنحاءِ القريةَ لِيجوبَها بحثَاً عنْ طبِيبْ . عزَم الأبُّ وشدَّ رِحالهُ ، واتفقَّ مع زوجتِه علىٰ أنْ يعودَ في نهايةِ هٰذا اليوم ، وحتَّىٰ إتيان موعِد نهَاية اليوم كانت الزَّوجة تعِيشُ صراعاً مابينَ صرخاتِ الطفل التي لآتهـدَأ ، وتلك الحِيرة التِي بالتَّساؤلات تبدأ ، وساعاتٌ تتبعُهَا سَاعات حتَّىٰ وصلَ الأب وبرفقتِه طبيبُ القريَة . ألقىٰ الطبيب علىٰ الطفل نظَرة وبدأ بالفَحص وحينَ انتهَىٰ نكَّسَ رأسَهُ ، والوالدانِ ينتظِرا حديثَهُ ، والقلقُ قد أودَىٰ بوميضِ الصَّبر الَّذِي يبدوان عليه رفعَ الطبِيبُ رأسَه قائلاً : تِلكَ البُقَع التِـي تُلِّمُّ بجسَدِ صغِيركُما لاتنُّمُّ إلا عن مرَضٍ مجهولِ السَّبب انتشَر مُؤخَّراً فِي بعضِ القُرىٰ أظنُّه لن يعيشَ طويلاً ، هٰكذا أنهىٰ الطبيبُ حديثه ، وهُنا انهَارت الأمُّ باكِية ، لٰكِن الأبْ كانَت ثِقتُه بالله أكبَر ، وبدأ يُهدأ من روعِ زوجته ويُخبِرهَا بأنَّ الآجَال بِيدِ الله . ومرَّتْ الأيامْ والطِّفلُ فِي حالةِ نموٍ طبيعيَّة يضحكُ ويمشِي ويُمارِس أموره الحياتيَّة كغيرِه مِن أبناءِ جيله ، باستِثناءَ زيادةِ فِي انتشار تلك البُقَع التي تدثِّر جسده . مرَّت السِّنين ، وقَد بلغَ عُدَي العاشِرَة مِن عمرِه. أصبحَ يُسانِد أباهُ ويتعلَّمُ مِنه الگثِير وفِي أحدِ الأيَامْ . تلقَّىٰ الأبْ خبرَ مرضِ أحد أصدقاءِه القُدامىٰ فِي أحدِ القرىٰ . وقَد ألحَّ عُدي على والده أن يأخذَه معه ، لكنَّ والِده رفَض وبرّر ذلك بأنَّه يخشَىٰ عَلَيْهِ من وحشة الطريق ، وأنَّ والِدتُه بحاجة إلى من يبقى معهَا ، وفِي الصَّباحْ كانَ الأبُ يُعدُّ أمتِعتِه استعدَادا للرحِيلْ . وعلىٰ غيرِ العادَة لم يَصحُو عُدي لِيودّع والده ومابرحَتْ والدتُه تُناديه ولم يلبي نداءها ، وهمَّت الزوجَة بإيقَاظهِ لٰكنَّ الزوج بادرَ قائلاً لآبأسَ يبدُو أنَّه غضبانَا أسِفا لعدَم مرافقتِه لي أبلغيهِ سلامِي ، وبدأ الأبُّ مسِيرَه ،وعادَ صديقَه فِي دارِه وحِينَ أنهىٰ مُبتغَاه ،وبعدَ مِضيِّ ثلاثَةِ أيام ، وصَلَ إلىٰ دارِه والشوقُ لفلذَةِ كبدِه وزوجته يملأُ گيانَه ، والابتِسامة تشقُّ وجنَتَيه وهوَ يصوِّر في خيالِه ابنَهُ عُدَي وهوَ يرحِّب بقدومِه . وماإنْ وطَئ عتبَةِ بابِ دارِه ،وإذا البيتُ خالٍ وكأنَّ الرَّدىٍٰ أودَىٰ بِمن يسكُنه . نادىٰ فِي جنبَاتِه وإذا بهِ يسمَعُ آهاتِ زوجَتِه دخلَ إلىٰ حجرتِه وجدَ زوجته فِي حالةٍ يُرثىٰ لها ، واسترسَل قائِلاً : أينَ عُدي ؟ صرخاتُ زوجتِه كانَتْ هي الإجابةُ التِي لاتُرجَىٰ ، والعاقِبةُ التِي لاتُحمَد . نزلَ الخبرُ علىٰ الزوجِ كالصَّاعِقة هالَهِ مايسمَع ، فقَد عرفَ من زوجتِه أنَّ ابنه قد مَات فِي صباحِ ذاكَ اليوم الذِي ارتحلَ فيهِ هو ، وأنَّهُ حين لم يلبِّي نداءَه كانّ الموتُ قدْ سلبَ روحَه ، وگأيِّ أبٍ يفقِدُ فلذَة كبِده انسگبَتْ دموعهُ ، وثَقُلَ حُزنُه ، حتَّىٰ أعجَزَهُ عنِ الوُقُوفْ ، صوتُ ابنِه ، لهوِهِ بيـنَ أحضانِه ، كلِماتهُ التِي لآتُّمَل ، وضحگاتهُ التِّي يضُجُّ بها الدَّارْ ، گيفَ لهُ أنْ ينسَىٰ كلَّ هٰذا ؟! بلْ كيفَ لهُ أن ينسَىٰ آخِرُ طلبٍ تمتَمَ بهِ ابنُه ولَمْ ينفِّذه ؟ آخِر مرَّةٍ غادرَ فيهَا وهوَ لمْ يحتَضِنه ؟ كانَ هٰذا الخبَر أشبهُ مايكُونْ بِحُلمٍ جمِيلْ أفَاقَتهُ منهُ مرَآرَةَ الوَّاقِع ، حتَّىٰ باتَ يخِيلُ لَه أنَّ عجلَة الحياة ستَتوقَّف علىٰ عقَبةِ وفاة ابنِه ، وليس ذاك بصحيح فقد خُلِق الإنسَانُ في كبد ، ويجِب علينا ألاَّ نتوقَفْ عن المسير ، وإنْ شُلَّتْ أقدامُنا نُكمِلُ حبواً ،وإنْ بُترَتْ زحفَاً .




الجمعة، 25 أبريل 2014

طِفلُ المَطر !

ذاتَ يوم فِي مساءٍ غائِم، يخِيمُ علىٰ سكَّان قريةٍ صغِيرة، كان الجمِيع فِيها مُلازِماً لبيتِه، عدا ذاكَ الطِّفل كان يجلِسُ بالخارِج يُراقِب خشَاش الأرضِ الذي قد أجدبَ غرسَهُ، وذبلَ زرعُه كان ينظُر ولاينظُر يسمع ولايسمع ينظُر بِتأمِّلٍ عميق للداخل ولاينظُر للظاهر، كان يسمَع صوت حفيفِ الشجر ولايسمع صوت أمه التي كانت تدعوه إلىٰ الداخِل قائِلة : يابني الطقسُ سيءٌ فِي الخارِج هيا ادخُل،  لم يكن يستطِيع سماع صوتها فضجِيجُ داخله المُتأمِّل يمنعهُ من ذٰلك ! مرَّ الوقت سريعاً صوت الرعد والبرق بدأ يملأ أرجاء القرية أغلق الجمِيع أبوابهُم هرعوا لملازمَة منازلهم بدأ الطقس يزداد سوءاً، يبدو أنّّها عاصفة ستغزو القرية بدأت أصوات الأمطار تعلو وصوت بكاء الأم يعلو معها : ولدي ولدي أعِيدوه لي ! كان الطفل يجلسُ بكل سكونٍ تحت المطر يُطرَب لصوت البرق والرعد بينمَا كان الأطفال في الداخِل يمسكون بأمهاتهم ويصرخون مِن الذَّعر، ساعةٌ كاملة والمطر لم يهدأ بيوت القرية ضعِيفة وقد تغرَق من سيلِ الأمطار وقد تنجَرِف مع السيلِ المتكوِّن أيضاً، ضجَّت القرية بِالذعر فذَا يبكِي وذا يتوسَّد مصلاهُ يدعو وتِيكَ الأم تصرخ وتبكي رجاء عودة فلذةِ كبِدها، وفي الوقت نفسه كان الطفل يجلِس متأمِّلا في استرخاء حتىٰ جرفهُ السَّيل كان يضحك ! نعم بأصواتٍ عالية كان يخِيلُ له بأنهُ يتزَّلقُ علىٰ مِزلاقةٍ ترقُص !  حتىٰ اصطدمَ بما أعاق طريقه وأغشِي عليه وماهِي إلا بضعٌ وعشرون دقيقة حتىٰ أفاق وإذا بِذئب يعوِي بصوتٍ مخيف ضجَّت به القرية ضحك الطفل وظنَّ أنه أخاهُ يمازِحه كما اعتاد علىٰ ذٰلك يلعبان معاً فيختبِئ هو ويبحث عنه أخاه اختبأ الطفل فِي جذع الشجرة وبدأ الذئب يتتبَّع آثاره جاهِدا حتىٰ وجده حاول الذئب ادخال رأسه لكنه لم يستطِع إخراجهُ مرة أخرىٰ شعر الطفل بالمَللِ وهم بالخروج من جذعِ الشجرة تابع المسِير حتىٰ شعر بالتعب فاحتضن الأرض ودخل في سُباتٍ عميق وبينما هو كذلك أمه المِسكينة لم يهدأ لها جفن ولم تغمض لها عين دموعهَا لم تسأم المسِير تكاتَف أهل القررية وعزموا للبحث عن هٰذا الطفل بحثوا عنه كثيرا حتىٰ وجده أحدُ المزارعين وجاء يهتف معلناً عثوره على الطفل لاشيء في هٰذا الكون كان يتَّسِع لسعادة والدته هرعت لتحمله بين ذراعيها ثم قالت له موبّخة ألم آمرك بالدخول فقال ببراءة يا أمي كنت أنتظر ذاك المطر في مكانه أما انتم فكنتم تنتظرونه في المكان الخطأ ثم ذهبت معه لم أدعه يرحل وحده قَال هذا الطفل جملةً قد تراها بسيطة لكنها تحوي في جُعبتِها مَعانٍ كثيرة إننا نطلبُ السعادة ونخشَاها، تماماً كما طلب أهل القرية المطر ثم اختبؤوا منه ونأوا عنه كما أننا نصنعُ من الأوهام مايحول بيننا وبينَ سعادتنا كما ظن أهل القريةِ بأن المطر حينما أتىٰ سيضرُّهم بينما كان بالخارج يروي زرعهم ويُميت جدَبهم وظنت الأم بأنّّ طفلها جائِعٌ ضائِعٌ بينما كان سعِيدٌ بصحتهِ مديد.














جواهِر الهمَّامي


الأربعاء، 12 مارس 2014

نَظرةٌ بيضاء

غداً أجمَل ،غداً أفضل ، غداً سيَجلِي ظُلمَة الأمس ، ويمحِي قهرَ النَّفسْ ، سيَفكُّ قيودَ أحلامِنا ، ويلوذُ بِطهرِ آمالِنا ، غداً ستنَامُ بِه جِراحُنَا ، وتُوقَظُ بهِ أجمَلُ أُمنياتِنا ، غداً سَيُعِيدُ ماسلبهُ أمسُنَا ، ويضمِّدُ جراح حُلمِنا ، غداً سيكُون كذٰلِك لأنَّ دواخِلنا تؤمِنُ بأنَّ الله ما أخذَ مِنَّا إلا لِيعطِينَا ، ومامنعنَا إلاَّ ليمنَحنَا ، ومَا ابتلانَا إِلاَّ ليُرضِينَا ، وأنَّنا نؤجَر فِي حزنِنا ، مرضِنا ، فقدنا ،وشقاؤنا علينَا أن نتفاءَل لِتسير عجلة الحياة، ونرتوِي من عُصارة الصبرِ أنقىٰ المياه، علينا أن نقف فِي كل مرةٍ نتعثَّر بِها حتىٰ لاتطؤنا أقدام الهوان، ونصِل إلىٰ مرفأ الأمان ،
لابَأس يارفِيقي أن نضعُف ولكـن أمرُّ البأسِ أن نرضىٰ بِالضعف والركود، ونتشرّبُ مِن نبطيَّة الحياة الجمود،  لاحرجَ  أيضاً في أن نبكِي ولكِن الحرَج أن تذرَف دموعنا ولا نجلوها بِالقرآن، وتضِيق صدورنا دون أن نبثَّ مابها للرحمٰن ، الأمسُ ذهب ولن يعود واليومَ بذور تحصد ثِمارها فِي الغد، اعطِ أملاً ازرع حباً انفث حزناً عن صدر أحدهم ثم امضِ بهدوء لاتسل أجراً أو تبتغِ ردَّاً، فهَاهُنا السَّعادة الحقَّة وهاهُنا تقوىٰ الأمَّة، وهاهُنا تُحسِنَ الغرس لتنال غداً ثِمار الأمس ، سابِق الحياة بجميل أعمالِك قبل أن تسبِقك  وتذكر قول الله تعالىٰ "وقل اعملوا فسيرىٰ الله أعمالكم"











جواهِر الهمامي

الثلاثاء، 11 مارس 2014

تسَاؤلات !


لطَالما تسَاءلنَا لِمَ الأشياءُ الجمِيلة ترحلُ بِسرعة !
 لِمَ يرحلُ مَن نحبُّ قربهم ويُلازِمنا من لآ مَأمن مِن بوائِقه ؟
ظنُّكم هِي الأوقات جُبِلت علىٰ تخطِي اللحظات الجمِيلة، والتملُّق باللحظات التِي لاتُعجِبنا !
أم هِيَ الأقدار تُفرِّق بينَ المُحبِين وتجمَع من هم مُكرهَين ؟

- كلاَّ وربِي  !

الوقتُ والقدر لايعقِلان حتَّىٰ يكونَ لهما فِي ذٰلِك شأن، 
تمضِي الأوقات بالسرعة نفسِها لكنَّ أنفُسنا تتعلَّق باللحظات الجمِيلة ! تودُّ لو ألاَّ تنتهِي فإن انتَهت باتت فِي ملل تنتظِر عودتهَا دون أن تصنعها !
أيضَاً يأتِي الجمِيع ويرحل الجمِيع كذٰلك لٰكنَّنا لانشعُر إلاَّ بِمن يشغَلون مكانةً فِي قلوبِنا 

 
*نحنُ المؤثِّرون قبل أن نكون المُتأثِرون فلنُحسن التأثِير حتىٰ يُحسَنَ التأثير فينا 

@Poet_aljawaher
#جواهر_الهمامي






الخميس، 16 يناير 2014

سِوار الحظ


أضَاعت سِوارها الَّذي تظنُّ بأنَّه يجلب الحظَّ لها، كانَ هديَّةً مِن والدها الذي توفيَ منذُ سنين، جاءت بهلع تبكِي لِتخبر والدتهَا كيفَ أنَّها لن تستطِيع تأدية اختِباراتها مِن دون سِوارها الذي لايُفارق مِعصمهَا ! حاولَت والدتها تهدِأتها أخبرتهَا أنَّه مجرَّد خيط معقُود لايُقدِّم ولايؤخِّر ولٰكِن حظُّها المُعلَّق بالسِوار گان هاجِساً يُقلِقها، أصبحَت تهِيمُ بِجنون بينَ جنباتِ المنزِل باحِثةً عنه، يجتاحُها البكاء تارة والقلق تارةً أُخرىٰ ، اقترب موعِد الامتِحان كانَ يتوجَّب عليها الرَّحيل مضَت وگأنَّ جبالاً مِن همومِ الدنَىٰ قد تگالبت علىٰ قلبِها، تجرُّ خُطاها بخيبَة نحو الفشلِ المحتوم ! حتَّىٰ جاءت ورقةُ الامتِحان شعَرت بأنَّ المعلومات تتبخَّرُ بِحرارة القلق كانَ صعباً رغمَ أنَّها استذكرته جيِّداً لم تتذكَّر شيئاً البتَّة حتَّىٰ تمَّ سحب الأوراق ...

عرَفت أنَّ الفشَل سيكون مِن نصيبها في باقِ الاختِبارات أيضاً، كانَت في وضعٍ يُرثىٰ له لم تحتَمِل والدتها رؤيتها هٰكذا وعزِمت أن تجِد حلا فقرَّرت أن تبحث عن سِوارٍ يُشابِهه وبالفعل وجَدت فابتاعَته وتظاهرت أمام ابنتها أنَّها وجدته لم تُصدِّق الفتاة ناظريهَا سعَادتها لاتوصف احتضنَت والدتهَا وباتت تختالُ فرحاً ترتديه وتقلبُ صفحات الكتاب بِاطمِئنان، جاءَ وقت الامتِحان ووُزِّعت الأوراق ومَالبِثت أن تنظر  فِيها حتَّىٰ أجابت علىٰ الأسئِلة جمِيعها وقلبها يتراقصُ سعادةً لِسهولةِ الامتِحان . 

عادت إلىٰ البيت لتُخبِر والدتها كيفَ أنَّ السِّوار جلب لها الحظ حتىٰ أنها ستنجحُ بامتِياز في اختبار اليوم رِغم أنَّه أكثرُ صعوبةً مِن اختبار الأمس واسترسَلت قائِلة : كيفَ لي أن أعيشَ دونَ سوار أبي الجالب للحظ إنه أكثر مِن خيط كون والدي هوَ من أحضره أكسبهُ حظاً عظيماً !! 

ابتَسمت والدتها وقالت ألَّو أخبرتكِ أنَّ هٰذا السِّوار ليس لِوالدك ؟ وأنِّي أنا من جلبهُ كَي أهدِّئ من روعِك !

بُهتَت الفتاة وكان هٰذا درساً من دروس الحياة الذي لن تنسَاه.


* إنَّنا نظلِم أنفُسنَا حِينَا نُعلِّق سعادتها بِشخص، وأُمنياتها بِحدث، باختِصار نحنُ نظلِمهَا حينَ نعلِّق ممتلكاتهَا بغير الله ❤️




*ملاحظة : هذه القِصة مِن نسج الخيال .


بِقلم : جواهر الهمامي