الخميس، 16 يناير 2014

سِوار الحظ


أضَاعت سِوارها الَّذي تظنُّ بأنَّه يجلب الحظَّ لها، كانَ هديَّةً مِن والدها الذي توفيَ منذُ سنين، جاءت بهلع تبكِي لِتخبر والدتهَا كيفَ أنَّها لن تستطِيع تأدية اختِباراتها مِن دون سِوارها الذي لايُفارق مِعصمهَا ! حاولَت والدتها تهدِأتها أخبرتهَا أنَّه مجرَّد خيط معقُود لايُقدِّم ولايؤخِّر ولٰكِن حظُّها المُعلَّق بالسِوار گان هاجِساً يُقلِقها، أصبحَت تهِيمُ بِجنون بينَ جنباتِ المنزِل باحِثةً عنه، يجتاحُها البكاء تارة والقلق تارةً أُخرىٰ ، اقترب موعِد الامتِحان كانَ يتوجَّب عليها الرَّحيل مضَت وگأنَّ جبالاً مِن همومِ الدنَىٰ قد تگالبت علىٰ قلبِها، تجرُّ خُطاها بخيبَة نحو الفشلِ المحتوم ! حتَّىٰ جاءت ورقةُ الامتِحان شعَرت بأنَّ المعلومات تتبخَّرُ بِحرارة القلق كانَ صعباً رغمَ أنَّها استذكرته جيِّداً لم تتذكَّر شيئاً البتَّة حتَّىٰ تمَّ سحب الأوراق ...

عرَفت أنَّ الفشَل سيكون مِن نصيبها في باقِ الاختِبارات أيضاً، كانَت في وضعٍ يُرثىٰ له لم تحتَمِل والدتها رؤيتها هٰكذا وعزِمت أن تجِد حلا فقرَّرت أن تبحث عن سِوارٍ يُشابِهه وبالفعل وجَدت فابتاعَته وتظاهرت أمام ابنتها أنَّها وجدته لم تُصدِّق الفتاة ناظريهَا سعَادتها لاتوصف احتضنَت والدتهَا وباتت تختالُ فرحاً ترتديه وتقلبُ صفحات الكتاب بِاطمِئنان، جاءَ وقت الامتِحان ووُزِّعت الأوراق ومَالبِثت أن تنظر  فِيها حتَّىٰ أجابت علىٰ الأسئِلة جمِيعها وقلبها يتراقصُ سعادةً لِسهولةِ الامتِحان . 

عادت إلىٰ البيت لتُخبِر والدتها كيفَ أنَّ السِّوار جلب لها الحظ حتىٰ أنها ستنجحُ بامتِياز في اختبار اليوم رِغم أنَّه أكثرُ صعوبةً مِن اختبار الأمس واسترسَلت قائِلة : كيفَ لي أن أعيشَ دونَ سوار أبي الجالب للحظ إنه أكثر مِن خيط كون والدي هوَ من أحضره أكسبهُ حظاً عظيماً !! 

ابتَسمت والدتها وقالت ألَّو أخبرتكِ أنَّ هٰذا السِّوار ليس لِوالدك ؟ وأنِّي أنا من جلبهُ كَي أهدِّئ من روعِك !

بُهتَت الفتاة وكان هٰذا درساً من دروس الحياة الذي لن تنسَاه.


* إنَّنا نظلِم أنفُسنَا حِينَا نُعلِّق سعادتها بِشخص، وأُمنياتها بِحدث، باختِصار نحنُ نظلِمهَا حينَ نعلِّق ممتلكاتهَا بغير الله ❤️




*ملاحظة : هذه القِصة مِن نسج الخيال .


بِقلم : جواهر الهمامي